Hoppa till huvudinnehåll
Arabisk litteratur i exil
2 min läsning

يرقص مثل الفتيات

Credits TEXT: Khaled Alesmael 11 september 2018

خالد إسماعيل صحفي ومؤلف ولد في سوريا. الحائز على جائزة لعمله في الإذاعة والتلفزيون في دمشق وبيروت وعمان والقاهرة واسطنبول. بعد رحلته إلى السويد، حصل على تصريح إقامة دائم في عام 2015. وقد عمل على مراجعة البعثة والتقارير المبلغ عنها على سبيل المثال الصراع في P1 وصحيفة أوتار. Selamlik هي روايته الأولى. خالد يعمل الآن كصحفي مستقل.

خالد إسماعيل

عيب ...عيب..عيب

لا ترقص مثل الفتاة

لا تمشي مثل الفتاة

لا تجلس مثل الفتاة

عيب... عيب...عيب

لا تتحدث مثل الفتاة

لا تأكل مثل الفتاة

لا تلبس مثل الفتاة

عيب… عيب...عيب

لا تفكر مثل الفتاة

لا تهمس مثل الفتاة

لا تنظر مثل الفتاة

عيب...عيب...عيب

لا تضحك مثل الفتاة

لا تبكي مثل الفتاة

لا تنم مثل الفتاة.

عيب ...فتاة.. فتاة...عيب.

أمّي فتاة

خالتي فتاة

أختي فتاة

جارتي فتاة صديقتي فتاة

ولعبتي فتاة.

وأقرب فتاة إلي، قبعت في خزانتي، رأسها على وسادتي وخصرها على خصري وسيقانها على طول طريقي وتقاطعت أفكاري واستراحت قدماها على رأسي.

لها نفس شكل ولون عينَاي. أسميتها نادين.

أحلى اللحظات، كانت عندما نادين اختبأت تحت مظلّتي الشفافة الصغيرة. كِلانا نكره المطر. قالت جدتي أن المطر هو بكاء السماء على الأموات. أما نادين، كرهت المطر لانها اعتقدت أنه دوش إلهي بارد ومن غير سابق إنذار فوق إنسان بكامل أناقته. لكن كلانا أحببنا مظلتي، ليس لأنها شفافة ولا تكتم الأسرار، بل لأننا لا نكونا قريبين من بعضنا إلا تحتها، وتنصهر روحانا أنا ونادين، وأتعكّز على أنوثتها وتتوحد خطانا وننجو على نفس الطريق، كل هذا كان يحدث تحت مظلتي الصغيرة الشفافة.

ذات مساء، وصلنا أنا ونادين المنزل مبللين بدموع السماء، بعدما خطفت الرياح مظلتي. وكالعادة، اختفت نادين حالما دخلنا المنزل. وجدتُ صالون منزلنا غابة موحشة، أرضيته من طين لزج، وتدلت أغصان الأشجار الثخينة الحبلى بالأوراق من سقفه ولامست الأرض. وملأته أصوات تغريدات عصافير لاحمة جائعة. من بين الأغصان، ظهرت أجساد أبي وأخوتي العارية. يغوصون في الطين حتى ركبهم. تقدّموا نحوي عُراة. غطّت أوراق التوت وجوههم وتركت عيورتهم الطويلة مكشوفة وتتدلى بين سيقانهم. غرزوا سكّينا بين يدي.

اقتل نادين...بصوت موحد قالوها.

سالت دماء ثخينة وحارة على ساقي، واستمرت السماء بذرف الدموع ظنا منها أن نادين ماتت.

عيب ...عيب

لا ترقص مثل الفتاة.

سوف أرقص

لا تتحرك مثل الفتاة.

سوف أتحرك

لا تضع يدك على فمك حين تضحك

سوف أضحك

لا تمشي مثل الفتاة

سوف أترنّح.

لا تجلس مثل الفتاة

سوف أقوم

لا تتحدث مثل الفتاة

سوف أتحدّث

لا تأكل مثل الفتاة

سوف أعيش

لا تلبس مثل الفتاة

سوف أتعرّى؟

لا تفكر مثل الفتاة

سوف أفكّر

لا تهمس مثل الفتاة

سوف أصرخ

لا تنظر مثل الفتاة

سأرى كل شيء

لا تبكي مثل الفتاة

لن أبكي

Like what you read?

Take action for freedom of expression and donate to PEN/Opp. Our work depends upon funding and donors. Every contribution, big or small, is valuable for us.

Ge en gåva på Patreon
Fler sätt att engagera sig

Sök