Hoppa till huvudinnehåll
Arabisk litteratur i exil
2 min läsning

جدران استوكهولم

Credits TEXT: Wafai laila 11 september 2018

وفائي ليلا

مواليد دمشق .1964درست الجامعة في دمشق، قسم الفلسقة. لدي ستة مجموعات شعرية طبعت في كل من بيروت ودمشق وميلانو. آخرها كان عن تجربة اللجوء في السويد التي قدمت إليه سنة 2015. عنوان المجموعة الأخيرة لي هي” اسمي أربعة أرقام.” أقيم الآن في سويد/ كاتريناهولم.

جدران استوكهولم

كل يوم أمارس العادة السرية وأنا أقول في سري :- لا شك أنني مصاب بضعف جنسي

أمشي بحذر على الأرض وأنا شبه أكيد أني غير مرئي

أو أنها غير ثابتة

أنظر في كل المرايا

منتظراً أني حتماً لست هناك

كل يوم

ألتقط الصور لي و...

آكل

وأذهب الى المدرسة

وألتزم بجرس غير موجود

وأقف في صفوف ليست هناك

و(أكتف) يداي مثل تلميذ نجيب

وأتملق للأنسة كي تعطيني درجات أعلى، أو تغضّ النظر عن غبائي

كل يوم

أعتقد أني أذكى الجميع رغم أن علاماتي هي الأقل

أعتقد أني الأبرع

غير أني عادي

بل أقل

كل الأشجار محفور عليها اسمي

باصات النقل

رغم أني لا أعرف أن أخط كلمة أو.. لا أجرؤ

كل جدران "استوكهولم" ملطخة بشتائمي

أضع قطع فوسفورية لامعة كي تميزني السيارات في الليل مثل كل كلاب السويديين

وأحمل حقيبة ظهر ثقيلة

بلا سبب واضح

كل يوم أريد أن أتأكد

من لا أعرف ...ماذا

كل ما أتذكره أنهم محوني يوماً ما

بعنف

لا أعرف من...؟

لا أذكر متى...؟

لست متأكداً.. حتى!

وأخيراً خدعت الأوربيين

فأنا لست طويلاً

ولا أملك أي موهبة

ولون شعري ليس أشقراً

وأضع عدسات لاصقة

أنا لا أرتعد من الخوف أمام المحقق

وفكرة أني لا أفقه شيئاً في هذا العالم الإلكتروني

استطعت أن أخدع شارة المرور

وأقطع دون أن تنتبه

أو تلتقط الصور

أن أحتال على نشرة الأرصاد الجوية، وأظن أن الجو صيف، رغم شتاء قارس

أني لا أبكي حين انتبه أحدهم عيناي الدامعتين

لقد ضللته بإبتسامة محت شكوكه

لقد خدعت الأوربيين

لست يائساً إلى هذا الحد

ولا أفكر برمي جثتي من أقرب نافذة

ولست مضطرباً لأنني سأكون بلا عمل

ولا منزل

ولا راتباً لوقت طويل

أنني لست خائفاً من أحد

ولا أتوجس من أحد

وأنني آكل أكلاً صحي

والعب الرياضة

ولدي عائلة

أني لا أجرّ ألاف الجثث خلفي

وأسماء المفقودين ومئات القصائد التي تنزّ بالدم

لقد استطعت أن أخدع الاوربيين

عبرت بشكل محترم

وتجاوزت كل حواجزهم وكلابهم البوليسية بإحتراف مدهش

وقدمت مرافعة ممتازة في جلسات التحقيق

واتجه إلى نهاية محتومة

يقولون لي جميعاً أنها لا تليق

ولا تستحق كل هذا العناء

نعم لقد خدعت الأوربيين

ونجحت

ولا أعرف لماذا أشعر بكل هذا الفشل المرير.

Like what you read?

Take action for freedom of expression and donate to PEN/Opp. Our work depends upon funding and donors. Every contribution, big or small, is valuable for us.

Ge en gåva på Patreon
Fler sätt att engagera sig

Sök