Skip to main content

شاعرة وراء قضبان اسرائيلة

دارين طاطور شاعرة، ومسرحية، ومصورة فلسطينية من قرية الرينة في قضاء الناصرة. كما انها ناشطة حقيقية بمعنى الكلمة. كل نصوصها تتمحور حول موضوع مقاومة احتلال فلسطين، وتتسم بالدعوة الشجاعة لها. إنها شاهد من داخل العنف دون أن تعرض عن ما يدور في عمق الإنسان. لصوتها اللامتهادن دفعت دارين ثمنا باهضا، إذ حكمت عليها احدى المحاكم الإسرائيلية عام ٢٠١٥ بالسجن لمدة خمسة شهور بسبب قصيدتها "قاوم يا شعبي" بتهمة التحريض على العنف وتأييد منظمة إرهابية. تلت عقوبة السجن إقامة جبرية في منزلها لعدة أعوام.

قريباً ستصدر روايتها "قصيدتي الخطرة" باللغة الإنجليزية، كوثيقة عن تجربتها في السجن وعن الملاحقات القانونية لها. تعتبر دارين طاطور صوتا فلسطينيا مهما يدافع عن حقوق المرأة ويبعث الشجاعة عند الآخرين للدفاع عن حقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي حين يتعرض الشعراء والمثقفون الفلسطينيون في فلسطين للملاحقات.

حالياً تسكن دارين في السويد ككاتبة ضيفة من خلال منظمة أيكورن.

مالين نورد, كاتبة سويدية

ترجمة من السويدي: جاسم محمد

Credits الشاعرة: دارين طاطور March 24 2021

شاعِرَةٌ وَراءَ ٱلقُضْبانِ

في سِجْني قابَلْتُ أُناسًا
وَسَمِعْتُ أَقاصيصَ كَثيرَهْ
لا رَقْمَ لَها بَلْ لا تُحْصى
فَهُناكَ ٱلقاتِلُ وَٱلجاني
وَهُناكَ السَّارِقُ وَٱلحافي
وَهُناكَ ٱلـمُؤْمِنُ وَٱلكافِرْ
وَهُناكَ الضَّائِعُ وَٱلحائِرْ
وَهُناكَ ٱلأَسْرى مِنْ وَطَني
قَدْ وُلِدوا مِنْ رَحِمِ ٱلأَلَمِ
أَطْفالٌ عاشوا في ٱلعَدَمِ
وَٱنْصَدَموا مِنْ قَهْرِ الدُّنْيا
كَبُروا بَلْ كَبُرَتْ أَحْزانٌ
كَٱلوَرْدَةِ في تُرْبَةِ مِلْحٍ
وَمَسارُ الذَّنْبِ إِذا قالوا
نَفْدي لِلْوَطَنَ بِلا حَدٍّ
وَنُحِبُّ ٱلبَلَدَ وَلِلْأَبَدِ
ما عَرَفوا أَبَدًا ما فَعَلوا
اِعْتَنَقوا ٱلحُبَّ بِلا خَوْفٍ
قَدْ حَلَّ ٱلعِشْقُ جَريمَتَهُمْ
اَلسِّجْنُ مَصيرُ ٱلعُشَّاقِ!

وَبَدَأْتُ حِوارًا مَعَ روحي
في لَحْظَةِ شَكِّي وَشُرودي
ماذا عَنْ جُرْمِكِ يا نَفْسي
لا أَعْرِفُ مَعْناهُ ٱلآنَا...!

اَلشَّيْءُ ٱلواحِدُ قَدْ قُلْتُهْ
إِنِّي أَفْصَحْتُ بِأَفْكاري
فَكَتَبْتُ عَنِ الظُّلْمِ ٱلجاري
دَوَّنْتُ ٱلحَرْفَ وَآهاتي بِقَصيدَةِ شِعْرٍ مَكْتوبَهْ
اَلتُّهْمَةُ قَدْ لَبِسَتْ جَسَدي
مِـنْ أَخْمَصِ قَدَمي لِلرَّأْسِ
فَأَنا شاعِرَةٌ في السِّجْنِ
شاعِرَةٌ مِنْ بَلَدِ ٱلفَنِّ
كَلِماتي التُّهْمَةُ في ٱلحُكْمِ
اَلقَلَمُ أَداةُ ٱلإِجرامِ
اَلحِبْرُ دِماءُ ٱلإِحْساسِ
جَعَلوهُ الشَّاهِدَ وَٱلباصِمْ
مِنْ أَجْلِ النُّطْقِ بِتُهْمَتِنا
اِسْمَعْ يا قَدَري يا عُمْري
ما قالَ ٱلحاكِمُ وَٱلقاضي!

أَشْعاري صارَتْ مُتَّهَمَهْ
وَقَصيدَتُنا باتَتْ جُرْمَا
في بَلَدِ ٱلحُكْمِ– ٱلحُرِّيَّهْ–
اَلسِّجْنُ مَصيرُ ٱلفَنَّانِ...!

(كَتَبْتُ هذه القَصيدة في تاريخ 2015-11-02 اليوم الذي قُدِّمت لائحة الاتهام ضدي في سجن الجلمة).

Like what you read?

Take action for freedom of expression and donate to PEN/Opp. Our work depends upon funding and donors. Every contribution, big or small, is valuable for us.

Donate on Patreon
More ways to get involved

Search